ثقة الشباب العربي بحكوماتهم تتهاوى خارج منطقة الخليج

July 18, 2023
  • بعد إطلاق نتائج الموضوع الأول للاستطلاع “مواطنتي العالمية”، “أصداء بي سي دبليو” تكشف عن نتائج موضوعي “توجهاتي” و”سبل معيشتي”
  • النتائج تنمّ عن انقسام حاد بين آراء الشباب الخليجي وأقرانهم في دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط
  • ثلثا الشباب العربي في دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط يقولون إن قيادات بلدانهم لا تهتم لرأيهم، بانخفاض كبير عن عام 2022
  • لا يزال ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة أكبر مخاوف الشباب العربي

دبي، الإمارات العربية المتحدة، 18 يوليو 2023: كشف استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الخامس عشر لرأي الشباب العربي، والذي أصدرته “أصداء بي سي دبليو” – شركة استشارات العلاقات العامة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – أن حوالي ثلثي الشباب العربي خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي لا يثقون بقدرة حكوماتهم على معالجة أهم مشاكلهم مثل البطالة والفساد وارتفاع تكاليف المعيشة.

وقال أكثر من نصف الشباب العربي (54٪) المشاركين في الاستطلاع إن قيادات بلدانهم لا تهتم لرأيهم، بانخفاض كبير نسبته 19% عن عام 2022 من حيث عدد الشباب العرب الذين قالوا إن صوتهم مهم لقيادات بلدانهم. ولايزال هذا الشعور الأبرز على مر السنوات الخمس الماضية، مدفوعاً بشكل أساسي بآراء شباب دول شرق المتوسط وشمال أفريقيا.

كانت هذه بعض النتائج الرئيسية التي كشف عنها الاستطلاع الذي يعد المسح الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في المنطقة والتي تضم أكثر من 200 مليون شاب وشابة.

تم إجراء الاستطلاع من قبل شركة أصداء بي سي دبليو خلال الفترة الممتدة من 27 مارس – 12 أبريل 2023، وتضمن 3,600 مقابلة شخصية أجراها محاورون متمرسون من شركة سيكث فاكتور الاستشارية مع شبان وشابات عرب تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً.

وتوزعت عينة المشاركين، وهي الأكبر في تاريخ الاستطلاع، بالتساوي بين الجنسين في 53 مدينة ضمن 18 دولة عربية بما فيها جنوب السودان للمرة الأولى. وأجريت المقابلات بشكل شخصي وليس إلكتروني لضمان دقة البحث وتوضيح الفروق الدقيقة قدر الإمكان في آراء الشباب العربي عبر جميع أنحاء المنطقة.

وكانت “أصداء بي سي دبليو” قد كشفت في يونيو الماضي عن النتائج الرئيسية لموضوع “مواطنتي العالمي”، وهو الأول بين المواضيع الستة التي يستكشفها الاستطلاع. ونشرت الشركة اليوم رؤى رئيسية حول الموضوعين الثاني (“توجهاتي”) والثالث (“سبل معيشتي”) كشفت خلالها عن انقسام حاد في الآراء بين شباب دول مجلس التعاون الخليجي وأقرانهم في دول شرق المتوسط وشمال أفريقيا.

حكومات دول مجلس التعاون الخليجي تنتهج السياسات الصحيحة

قال أكثر من ثلاثة أرباع الشباب العربي في دول مجلس التعاون الخليجي (78٪) إن صوتهم مهم لقيادة بلادهم، وأجمع 87% منهم على أن حكوماتهم تمتلك السياسات المناسبة لمعالجة أهم مشكلاتهم.

وعن أبرز المشكلات التي يواجهونها، أشار الشباب العربي إلى البطالة، والفساد الحكومي، وارتفاع تكاليف المعيشة، وعدم الاستقرار الاقتصادي، والتغير المناخي. وأعرب الشباب الخليجي عن ثقتهم القوية بقدرة حكوماتهم على التعامل مع جميع تلك القضايا.

وقال جميع الشباب الإماراتيين تقريباً (98٪) إنهم واثقون من قدرة حكومتهم على معالجة مشكلة البطالة. وتكررت ذات النظرة الإيجابية لدى الشباب في السعودية (70٪) وسلطنة عمان (67٪) والكويت (64٪) والبحرين (61٪). وقال 20٪ فقط من الشباب الخليجي إنه من الصعب العثور على وظيفة في بلدانهم.

وأعرب الشبان والشابات العرب في دول مجلس التعاون الخليجي أيضاً عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على معالجة الفساد. وكان هذا رأي 97٪ من الشباب في دولة الإمارات، و84٪ في سلطنة عمان، و82٪ في البحرين و69٪ في السعودية، و56٪ في الكويت.

على نحو مماثل، قال 98٪ من الشباب الإماراتيين إنهم واثقون من قدرة حكومتهم على معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة مقارنة بـ 66٪ من الشباب في السعودية والبحرين، و64٪ في سلطنة عمان، و57٪ في الكويت. وقال 15٪ فقط من شباب دول مجلس التعاون الخليجي إنهم يكافحون لسداد كامل نفقاتهم، كما قال 16٪ منهم إنهم مدينون وأبرز أسباب هذه الديون القروض الطلابية (25٪)، وقروض شراء السيارات (15٪)، وقروض الزواج (11٪)، والتسوق المفرط (9٪).

وقال جميع الشباب الإماراتيين المشاركين في الاستطلاع إنهم واثقون من قدرة حكومتهم على تحقيق الاستقرار الاقتصادي؛ ورصد الاستطلاع كذلك مستويات عالية من الثقة في الإدارة الاقتصادية لحكومات السعودية (82٪)، وسلطنة عمان والكويت (73٪ لكل منهما)، والبحرين (67٪). ونفى أكثر من نصف (52٪) شباب دول مجلس التعاون الخليجي وجود فساد حكومي في بلدانهم، فيما اعترف 44٪ بوجود “بعض” الفساد.

يبدي الشباب الخليجي ثقتهم أيضاً بقدرة حكوماتهم على مواجهة التغير المناخي، حيث أعرب 97٪ من الشباب في دولة الإمارات، و75٪ في السعودية، و80٪ في سلطنة عمان، و77٪ في البحرين، و66٪ في الكويت عن ثقتهم بسياسات المناخ التي تنتهجها بلدانهم. ويعكس ذلك تفاؤلاً واسع النطاق حيال المستقبل، حيث قال 83٪ من الشباب الخليجيين إن بلدانهم تسير في الاتجاه الصحيح.

بحسب استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الخامس عشر لرأي الشباب العربي، حوالي نصف الشباب العربي في دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط يكافحون لتغطية نفقاتهم اليومية (صورة توضيحية لأغراض إرشادية)

حكومات دول شرق المتوسط وشمال أفريقيا لا تستجيب لمطالب شبابها

تبدو الصورة مناقضة تماماً في دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط؛ حيث قال ثلث الشباب العربي المشاركين في الاستطلاع من هاتين المنطقتين إن صوتهم مهم لقيادة بلدانهم، بينما قال 63٪ من المشاركين في شمال أفريقيا و66٪ من شباب شرق المتوسط إن حكوماتهم لا تمتلك السياسات المناسبة لمعالجة أهم مشاكلهم.

وقال حوالي ثلثي (61٪) الشباب العربي في شمال أفريقيا ونحو ثلاثة أرباع (71٪) شباب دول شرق المتوسط إن بلدانهم تسير في الاتجاه الخاطئ. وأعرب أربعة فقط من كل عشر (38٪) شبان وشابات عرب في شمال أفريقيا عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على معالجة مشكلة البطالة. أما في منطقة شرق المتوسط التي تضم أعلى مستويات بطالة الشباب في العالم، حيث قال الثلث فقط (32٪) إن حكومتهم قادرة على معالجة تلك المشكلة. بينما أقر! أكثر من نصف شباب دول شرق المتوسط (57٪) وشمال أفريقيا (50٪) بصعوبة العثور على وظيفة جديدة في بلدانهم.

وبينما أعرب 41٪ من الشباب في شمال أفريقيا عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على تحقيق الاستقرار الاقتصادي، كان هذا رأي أقل من ثلث الشباب (31٪) في دول شرق المتوسط.

ويبدي شباب دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط تشاؤماً مماثلاً بشأن قدرة حكوماتهم على معالجة مشكلة التضخم، حيث قال 41٪ من شباب شمال أفريقيا وثلث (33٪) شباب دول شرق المتوسط إنهم لا يثقون بقدرة حكوماتهم على معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة. وأشار نصف شباب المنطقتين تقريباً إلى إنهم يكافحون لسداد نفقاتهم بالكامل، بينما قال ربع شباب (27٪) دول شرق المتوسط و19٪ من شباب دول شمال أفريقيا إنهم يعانون من الديون – وأغلبها قروض طلابية، وفواتير طبية، وفواتير بطاقات ائتمان، وقروض شراء السيارات.

فيما يخص التغير المناخي، قال 46٪ من شباب دول شمال أفريقيا و39٪ من شباب دول شرق المتوسط إنهم يثقون بقدرة حكوماتهم على معالجة هذه المشكلة. وعلى صعيد مكافحة الفساد، قال 40٪ من شباب شمال أفريقيا و28٪ من شباب شرق المتوسط إنهم يثقون بقدرة حكوماتهم على مكافحته.

ويعتبر الكسب غير المشروع مصدر قلق واضح للشباب العربي في المنطقة، حيث قال ثلث (33٪) المشاركين في الاستطلاع إن “الفساد الحكومي متفشٍّ كثيراً” في بلدانهم. ويخيم هذا الشعور بشكل أكبر في دول شمال أفريقيا (87٪) وشرق المتوسط (89٪).

وفي إطار تعليقه على هذه النتائج، قال سونيل جون، رئيس شركة “بي سي دبليو” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومؤسس “أصداء بي سي دبليو”: “أبرز ما يميز استطلاع هذا العام هو الانقسام الحاد مجدداً بين الشباب الخليجي وأقرانهم في دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط”.

“رصد استطلاعنا على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية آمال ومخاوف الشباب العربي خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما فيما يخص القضايا المعيشية مثل الوظائف وارتفاع تكاليف المعيشة. وحتى لا نخسر العائد الثمين للشباب العربي، لا بد من تمهيد الطريق أمامهم لتحقيق مستقبل أفضل”.

وأضاف جون: “هذا ليس بالأمر البسيط في ضوء اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي كدول منتجة للنفط، بينما لا تزال دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط – وتحديداً لبنان والعراق وفلسطين وسوريا والسودان واليمن – تعاني من النزاعات وتحاول التعافي من سنوات الحرب الطويلة والمدمرة”.

وأردف جون: “إن روح التفاؤل السائدة لدى الشباب الخليجي كشفت أن تحقيق مثل هذا المستقبل أمر ممكن. وأن يقول ثلاثة أرباع الشباب الخليجي إن صوتهم مهم لقيادات بلدانهم مقارنةً بثلث الشباب فقط في دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط، فهذا يعني الكثير ويظهر أن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي تتفهم نبض شبابها فعلاً”.

وستنشر “أصداء بي سي دبليو” خلال الأسابيع المقبلة النتائج المتعلقة بالمواضيع الثلاثة المتبقية التي يغطيها الاستطلاع، وهي: ’هويتي‘ الذي يغطي مواقف الشباب تجاه الدين والهوية الشخصية؛ و’طموحاتي المستقبلية‘ الذي يعكس آمال الشباب العربي المستقبلية؛ و’نمط حياتي‘ الذي يسلط الضوء على عاداتهم، ووسائلهم للتسلية، ووسائل الإعلام التي يتابعونها. وسيتم الكشف لاحقاً عن النتائج المتعلقة بالتغير المناخي، والصحة النفسية، وحقوق الجنسين؛ مما يجعل استطلاع هذا العام الأكثر شمولاً في تاريخ المسح. وتندرج هذه النتائج جميعها تحت موضوع “واقع جديد ونظرة متغيرة” الذي اعتمدته “أصداء بي سي دبليو” عنواناً رئيسياً للنسخة الخامسة عشرة من استطلاعها.

لمعرفة المزيد من المعلومات حول نتائج الاستطلاع، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: arabyouthsurvey.com.

– انتهى –